تحقيق: حواء أحمد
ترجمة كرم شومان
أعلنت شقيقة زوجة توني بلير تحولها إلى الإسلام في نهاية الأسبوع الماضي. فلقد اعتنقت الصحفية لورن بووث العقيدة الإسلامية بعد اختبارها ما تصفه «بتجربة قدسية»في إيران.
غير أنها ليست سوى امرأة واحدة من بين عدد متنام من النسوة البريطانيات العاملات ذوي الاتجاهات العصرية الذي يقدمون على هذا الأمر. في هذا التحقيق تستقصي الكاتبة حواء أحمد التي تربت في عائلة مسلمة قبل أن تجحد إيمانها أسباب هذه الظاهرة.
أنكرت دينها: الكاتبة حواء أحمد ولدت مسلمة
قضيت سنوات طويلة من طفولتي محاولة الهروب من الإسلام. لقد ولدت في لندن لأم إنجليزية وأب باكستاني مسلم، وربيت على اتباع عقيدة والدي بدون أن أسأل لماذا.
لكنني كرهت الإسلام في قرارة نفسي. وفي اللحظة التي غادرت فيها بيت عائلتي متجهة إلى الجامعة في سن الثامنة عشر كنت قد تخليت عن إيماني به تماما.
على حد علمي، كان كوني مسلمة يعني سماع كلمة «لا تفعلي» مرات ومرات.
كانت الفتيات من نفس خلفيتي الإسلامية يحرمن من فعل أشياء كثيرة كانت صديقاتي الإنجليزيات يفعلنها بلا أي مشاكل. لقد بدا لي أن أي شئ ممتع هو بالضرورة محرم على فتيات في مثل حالتي.
كان ثمة الكثير من القواعد السلوكية الجزافية ضيقة الأفق التي تفرض علي: ممنوع على التصفير وركوب الدراجات ومشاهدة برنامج « Top Of The Pops». ممنوع علي أن أضع الماكياج أو أرتدي الملابس التي تكشف من جسدي أكثر مما تستر أو آكل في الطريق أو أن أضع يداي في جيبي. ممنوع على أن أقص شعري أو أطلي أظفاري أو أن أطرح أسئلة أو أجيب على أسئلة أو أن أربي كلابا أو قططا(فهذه حيوانات غير نظيفة). كما كنت ممنوعة بطبيعة الحال من الجلوس إلى جوار رجل في الحافلة أو أن أسلم على أمثاله بيداي أو أن أبادلهم النظرات.
قواعد السلوك تلك فرضها علي والدي ولذلك اعتقدت أنها بالضرورة جزء متمم لكوني امرأة مسلمة صالحة.
فلا عجب إذن أن أجحد الدين كله وأن أعطي ظهري للإسلام بمجرد أن كبرت بما يكفي لأن أمارس استقلاليتي. وأخيرا، لماذا ستختار نساء عصريات ومتحررات أن يعشن وفق نمط عيش كهذا ؟
حسنا إنها حالات كثيرة، كما سيتضح، بما في ذلك أحدث مفاجآت التحول إلى الإسلام، أعني اعتناق لورين بووث أخت زوجة توني بلير للإسلام. لقد تتبعت بدهشة كبيرة النزعة المتنامية من طرف النسوة الغربيات نحو اختيار اعتناق الإسلام بعد انفصالي عن ماضيَّ.
بووث ابنة ال43 عاما، المذيعة والصحفية، تقول إنها ترتدي الآن غطاء الرأس المعروف باسم الحجاب متى غادرت بيتها وإنها تصلي خمس صلوات في اليوم والليلة وتزور المسجد «ما استطاعت إلى ذلك سبيلا».
لقد قررت أن تصير مسلمة قبل ستة أسابيع وكانت قبل ذلك متعاطفة مع الإسلام وتقضي وقتا كبيرا في العمل في فلسطين. تقول بووث:«تأثرت كثيرا بما يمنحه الإسلام لأتباعه من القوة والارتياح.»
كيف، أتساءل أنا حواء أحمد، يمكن أن تنجذب نسوة إلى دين شعرت أنه كان ينزلني منزلة منحطة ويضعني في موضع الخاضعة؟ كيف يمكن أن تختلف خبراتهم عن الإسلام عن خبراتي عنه إلى هذا الحد البعيد؟
هؤلاء النسوة، على حد قول «كيفين برايس»، الباحث في جامعة سوانسي المتخصص في دراسة اعتناق الغربيين ذوي البشرة البيضاء للإسلام، هن جزء من نزعة خادعة!
ويضيف مفسرا وجهة نظره:«هن يبحث عن الروحانية، عن معنى أسمى للحياة، ويملن إلى أن يكن مفكرات ذوات نظرة متعمقة. وهن سيفترضن أن شكليات الدين سوف تجعلهن ينلن رضا الزوج المسلم وعائلته، لكنهن لن يحضرن إلى المسجد أو يؤدين الصلاة أو فريضة الصوم.»
تحدثت إلى مجموعة مختارة شديدة التنوع من المهتديات الغربيات ذوات البشرة البيضاء في محاولة للبحث من جديد عن الدين الذي كنت قد رفضته.
نساء على شاكلة كريستين باكر، 43 عاما، التي كانت تعمل سابقا كمقدمة برامج في قناة إم تي في اللندنية والتي عاشت وفق أسلوب الحياة الذي كنت أتوق إلى العيش على نهجه حينما كنت في سن المراهقة، ومع ذلك أعطته هي ظهرها واعتنقت الإسلام بدلا منه. وماذا كان دافعها إلى ذلك؟ سبب اعتناقها الإسلام قناعة تولدت لديها بأن هذا المجتمع المتساهل الذي «يسمح بكل شئ»، ذلك الذي كنت أتمنى لنفسي العيش في ظلاله، صار معلوما لدى الجميع أنه مجتمع خواء مبتذل.
نقطة التحول بالنسبة كريستين كانت عندما التقت وواعدت لاعب الكريكيت السابق الباكستاني الذي يدين بالإسلام عمران خان عام 1992 في غمرة قمة نجاحها المهني. اصطحبها عمران إلى باكستان حيث سرعان ما لمست، كما تقول، روحانية الناس ودفء مشاعرهم.
تقول كريستين:« بالرغم من أن علاقتنا لم تدم طويلا، لكنني بدأت دراسة عقيدة المسلمين وفي نهاية المطاف آمنت بها. بسبب طبيعة عملي كنت أخرج لإجراء مقابلات مع نجوم الروك وكنت أسافر حول العالم وأحاول أن أتماشى مع كل موضة ولكني في أعماقي كنت أشعر بالخواء. والآن وأخيرا بتُّ أشعر بالرضا لأن الإسلام أعطاني هدفا في الحياة.»
«في الغرب نشعر بأننا منهكون لأسباب تافهة كنوعية الملابس التي علي أن أرتديها، على سبيل المثال. في الإسلام، كل إنسان يبحث عن هدف أسمى من ذلك. كل شئ نفعله نبغي من ورائه رضى الله. إنها منظومة قيمية مختلفة تمام الاختلاف.»
«على الرغم من أسلوب الحياة الذي كنت أنتهجه، شعرت من داخلي بالفراغ وأدركت كيف أن كون المرء مسلما هو الحرية بعينها. فاتباع المسلم لإله واحد فحسب يجعل الحياة أكثر نقاءً. فأنت حينئذ لا تلاحق كل صرعة وكل موضة. »
«ترعرعت في ألمانيا في أسرة بروتستانتية ليست شديدة التدين. كنت أشرب الخمر وأسهر في الحفلات لكنني أدركت أننا نحتاج أن نسلك مسلكا حسنا في هذه الحياة لكي نربح حياة طيبة في الآخرة. فنحن محاسبون عن أعمالنا.»
بالنسبة لعدد لا بأس به من النساء يحدث الاتصال الأول بالإسلام من مواعدة صديق مسلم.
«لين علي»، 31 عاما، من داجينهام في منطقة إسيكس، تعترف صراحة بأنها كانت «مراهقة نمطية ذات بشرة بيضاء ومولعة بالسهرات حتى الثمالة.»
تقول «لين»:« كنت أخرج وأسكر مع أصدقائي وألبس الملابس الضيقة والعارية وأواعد الشباب.»
«وكنت كذلك أعمل بعض الوقت في «دي جي» هكذا بالفعل كنت ولوعة بالأندية الليلية. كنت أصلي قليلا في العادة كمسيحية، لكني تعاملت مع الرب كطبيب يصلح ما أفسدته في حياتي. لو سألني أحدهم فسأجيبه قائلا إنني كنت عموما سعيدة بحياة الإثارة التي كنت أحياها.»
«لكن حياتي تغيرت فجأة حينما التقيت صديقي زاهد في الجامعة.»
تقول لين:« بدأت أخته تحدثني عن الإسلام وبدا الأمر كما لو أن كل جزء من حياتي أصبح له معنى. أعتقد أنني من الأعماق كنت أبحث عن شئ ما ولم يشعرني أسلوب الحياة المفعم بالحفلات والعربدة بالسعادة»
اعتنقت «لين» الإسلام في سن التاسعة عشر. «منذ ذلك اليوم، بدأت في ارتداء الحجاب وللآن لا أظهر شعري أبدا على مرأى من الناس. أما في البيت فسألبس الملابس الغربية التقليدية أمام زوجي ولكني لا أفعلها أبدا خارج البيت.»
مع المسح الذي قامت به مؤخرا مؤسسة «يوجوف» والذي خلص إلى أن أكثر من نصف الرأي العام البريطاني يؤمن أن للإسلام تأثيرا سلبيا في تشجيع التطرف وقهر المرأة وعدم المساواة، قد يسأل المرء نفسه عن الأسباب التي تجعل أيا من هؤلاء تختار مثل هذا الاتجاه لنفسها.
مع ذلك فقد أكدت الإحصائيات أن التحول إلى الإسلام ليس عاطفة مؤقتة بل هو تطور هام. فالإسلام في نهاية المطاف هو أسرع الأديان نموا والمهتدون ذوو البشرة البيضاء هم فصل أساسي من فصول القصة.
يقول «كيفين برايس»:«تثبت الأدلة والبراهين أن نسبة النساء الغربيات اللاتي يعتنقن الإسلام قد تصل إلى ضعف نسبة المهتدين من الرجال.»
ويضيف :«فوق ذلك كثيرا ما تكون هؤلاء النسوة أكثر حماسا لإبراز العلامات الظاهرة لإيمانهن – وخاصة الحجاب- فيما تفضل غالبية الفتيات المسلمات المولودات لأبوين مسلمين ألا يفعلن ذلك.»
ويستطرد «برايس» قائلا:«ولعل نتيجة هذه السلوكيات التي تميل لأن تكون ملفتة للانتباه أن المسلمات ذوات البشرة البيضاء كثيرا ما يكون حجم التمييز الموجه نحوهن أكبر من ذلك الموجه نحو المسلمات بالمولد.» وهو ما حدث بالفعل مع كريستيان باكر.
فها هي ذا تقول:«في ألمانيا انتشرت فوبيا الخوف من الإسلام. لقد فقدت وظيفتي عندما تحولت إلى الإسلام. هناك حملة صحفية ثارت ضدي مصحوبة بتلميحات إلى أن جميع المسلمين يدعمون الإرهابيين- لقد شوهوا سمعتي. أنا الآن أعمل مقدمة برامج على قناة إن بي سي أوروبا.»
«إنني أطلق على نفسي لقب المسلمة الأوروبية وهي نوعية تختلف عن المسلمات بالمولد. لقد تزوجت أحدهم، وكان مغربيا، لكن زاوجي لم ينجح لأنه فرض علي قيودا بسبب الطريقة التي ربي بها. فأنا، كمسلمة أوروبية، أخضع كل شئ للتساؤل ولا أقبل شيئا قبولا أعمى.»
«لكن ما أحببته هو كرم المجتمع المسلم ودفء المشاعر فيه. إنني أعتبر لندن المكان الأفضل في أوروبا بالنسبة للمسلمين، ثمة ثقافة إسلامية رائعة ها هنا وأنا سعيدة للغاية.»
بعض المهتديات للإسلام يرون في الإسلام احتفاءا بالقيم العائلية المحافظة.
تقول هيفاء جواد، المحاضرة بجامعة بيرمينجهام والدارسة لظاهرة تحول ذوي البشرة البيضاء:« البعض مأخوذات بشعور الانتماء وبشعور الجماعة- تلك القيم التي تآكلت في الغرب.»
ويضيف «برايس»: «كثير من الناس، من مختلف طبقات المجتمع، يندبون ضياع الاحترام التقليدي لكبار السن وللنساء في المجتمع المعاصر على سبيل المثال. وتلك قيمٌ حفظها القرآن ويفرض على المسلمين أن يعيشوا وفقها.»
تلكم القيم وأمثالها هي التي جذبت كاميلا ليلاند، 32 عاما، معلمة اليوجا التي تعيش في كورنوول، إلى الإسلام.
كأم عزباء لطفلة عمرها عامين تسمى «عناية»، اعتنقت الإسلام في منتصف عقدها الثاني من العمر «لأسباب فكرية وأخرى متعلقة بالمساواة بين الجنسين.»
وتفسيرا لقولها السابق تقول:«أعلم أن الناس سيندهشون إن سمعوا كلمات مثل «المساواة بين الجنسين» و«الإسلام» منطوقتين في عبارة واحدة، لكن تعاليم القرآن، في حقيقة الأمر، تمنح النساء حقوقا متساوية وعندما ظهر الدين للمرة الأولى، سارت تعاليمه عكس مزاج المجتمع الكاره للمرأة.»
«الخطأ الفادح الذي يجترحه الناس هو أنهم يخلطن بين الثقافة والدين. نعم هناك ثقافات إسلامية لا تمنح المرأة الحرية الفردية، ومع ذلك كلما كنت أتقدم في العمر، كنت أشعر أن المجتمع الغربي يقمعني بدرجة أكبر.»
إنها تتحدث هنا عن الضغط الذي يمارس على المرأة لكي تقلد الرجل في شربه للخمور وإقامته للعلاقات الجنسية العارضة. «لم يكن ثمة أهمية حقيقية لهذا على الإطلاق. في الإسلام، لو أنك تبدأ علاقة، فهذه العلاقة هي التزام نوايا.»
بدأ اهتمام كاميلا بالإسلام حينما كانت طالبة في المدرسة في ساوث هامبتون التي ترعرعت فيها ابنة لأب كان يعمل مديرا لمعهد ساث هامبتون للمعرفة وأم مدرسة الاقتصاد المنزلي.
التحقت بالجامعة وحازت درجة الماجيستير في دراسات الشرق الأسط. لكنها مرت بتجربة روحانية حينما كانت تعيش وتعمل في سوريا. وحينما أمعنت النظر فيما كانت قد قرأته في القرآن، أدركت أنها أرادت أن تعتنق الإسلام.
قرارها قوبل من أصدقائها وعائلتها بمشاعر مفعمة بالحيرة. تقول كاميلا:«وجد الناس أنه من العسير جدا أن يصدقوا أن امرأة بيضاء مثقفة وتنتمي للطبقة الوسطى ستختار أن تصبح مسلمة.»
وبينما يظل إيمان كاميلا راسخا لا يتزعزع، لم تعد ترتدي الحجاب في الخارج. مع ذلك قالت العديد من النسوة اللاتي التقيتهن إنهن اكتشفن أن اللباس الإسلامي المتشدد هو شئ أشعرهن بالثقة والتحرر.
تتذكر «لين علي» الليلة التي أدركت فيها هذا الأمر فتقول:« ذهبت إلى حفلة عيد الميلاد الواحد والعشرين لأحد الأصدقاء في إحدى الحانات. ولجت الحانة متسربلة بحجابي وبملابسي المحتشمة، رأيت كيف كانت ملابس جميع من كن هناك تكشف أكثر مما تخفي. كان الجميع سكارى ويطلقون الشتائم ويرقصون باهتياج»
«للمرة الأولى، استطعت أن أرى حياتي السابقة بعينيِّ آخر لا ينتمي إلى هذا المكان وعلمت أنني لا يمكن أبدا أن أعود إلى هذه الحياة.»
«أشكر الله أنني وجدت سبيلا للنجاة. هذه أنا على الحقيقة- سعيدة لأني أصلي خمس صلوات في اليوم والليلة ولأنى أتلقى دروسا في المسجد. لم أعد مستعبدة لمجتمع متفسخ ولا لآماله.»
كريستيان باكر التي ألفت كتابا حول رحلتها الروحية أسمته «من قناة إم تي في إلى مكة»، تؤمن بأن الجيل الجديد من المسلمين المستقلين العصريين يمكنهم أن يتحدوا ليظهروا للعالم أن الإسلام ليس مثل الدين الذي تربيت كمؤمنة به- ذلك الدين الذي يسحق حقوق المرأة.
تقول كريستيان :«أعرف نساء ولدن مسلمات وخاب أملهن في الإسلام فتمردن عليه. لكنك حين تتعمق في الأمر، تعلم أن الثقافة هي الشئ الذي تمردن عليه، وليس الإسلام.»
«مبادئ مثل الزواج من نفس الطائفة أو الطبقة وكون التعليم ليس ذا أهمية كبيرة للفتاة لأنها ستتزوج على أية حال، أين ستجد هكذا مبادئ في القرآن؟ لن تجدها.»
«كثير من الشباب المسلمين تخلوا عن صيغة «الجحيم والكبريت» التي تربوا عليها وأعادوا اكتشاف منهجا أكثر روحانية وعقلانية، ذلك منهج خال من الأعراف الثقافية التي يؤمن بها الجيل القديم. على هذا النحو أنوي أن أقضي حياتي لأظهر للعالم جمال الإسلام الحقيقي.»
الخاتمة:
في حين لا أتفق مع وجهات نظر هؤلاء النسوة اللاتي التقيتهن، فلا أنكر إعجابي واحترامي لهن.
فكلهن نيرات ومثقفات وكلهن فكرن كثيرا وبقوة قبل أن يخترن التحول إلى الإسلام- هن الآن يشعرن بحب كبير نحو دينهن الجديد. حظا سعيدا لهن. وحظا سعيدا لـ«لورن بووث». لكن «الاختيار» هو الفعل الذي يجمعنا على كلمة سواء رغم اختلاف تجربتهن عن تجربتي. ربما لو وجدت من يشعرني بأنه يوجهني أكثر منه يكبتني، لو شعرت أنني أهل لأن يوثق بي أكثر مني مكبوتة، لربما كنت سأظل ممارسة لشعائر الدين الذي ولدت عليه ولربما كنت سأعفى من تحمل الشعور بالذنب الذي اقترفته بسبب رفضي لدين أبي.
ترجمة كرم شومان
أعلنت شقيقة زوجة توني بلير تحولها إلى الإسلام في نهاية الأسبوع الماضي. فلقد اعتنقت الصحفية لورن بووث العقيدة الإسلامية بعد اختبارها ما تصفه «بتجربة قدسية»في إيران.
غير أنها ليست سوى امرأة واحدة من بين عدد متنام من النسوة البريطانيات العاملات ذوي الاتجاهات العصرية الذي يقدمون على هذا الأمر. في هذا التحقيق تستقصي الكاتبة حواء أحمد التي تربت في عائلة مسلمة قبل أن تجحد إيمانها أسباب هذه الظاهرة.
أنكرت دينها: الكاتبة حواء أحمد ولدت مسلمة
قضيت سنوات طويلة من طفولتي محاولة الهروب من الإسلام. لقد ولدت في لندن لأم إنجليزية وأب باكستاني مسلم، وربيت على اتباع عقيدة والدي بدون أن أسأل لماذا.
لكنني كرهت الإسلام في قرارة نفسي. وفي اللحظة التي غادرت فيها بيت عائلتي متجهة إلى الجامعة في سن الثامنة عشر كنت قد تخليت عن إيماني به تماما.
على حد علمي، كان كوني مسلمة يعني سماع كلمة «لا تفعلي» مرات ومرات.
كانت الفتيات من نفس خلفيتي الإسلامية يحرمن من فعل أشياء كثيرة كانت صديقاتي الإنجليزيات يفعلنها بلا أي مشاكل. لقد بدا لي أن أي شئ ممتع هو بالضرورة محرم على فتيات في مثل حالتي.
كان ثمة الكثير من القواعد السلوكية الجزافية ضيقة الأفق التي تفرض علي: ممنوع على التصفير وركوب الدراجات ومشاهدة برنامج « Top Of The Pops». ممنوع علي أن أضع الماكياج أو أرتدي الملابس التي تكشف من جسدي أكثر مما تستر أو آكل في الطريق أو أن أضع يداي في جيبي. ممنوع على أن أقص شعري أو أطلي أظفاري أو أن أطرح أسئلة أو أجيب على أسئلة أو أن أربي كلابا أو قططا(فهذه حيوانات غير نظيفة). كما كنت ممنوعة بطبيعة الحال من الجلوس إلى جوار رجل في الحافلة أو أن أسلم على أمثاله بيداي أو أن أبادلهم النظرات.
قواعد السلوك تلك فرضها علي والدي ولذلك اعتقدت أنها بالضرورة جزء متمم لكوني امرأة مسلمة صالحة.
فلا عجب إذن أن أجحد الدين كله وأن أعطي ظهري للإسلام بمجرد أن كبرت بما يكفي لأن أمارس استقلاليتي. وأخيرا، لماذا ستختار نساء عصريات ومتحررات أن يعشن وفق نمط عيش كهذا ؟
حسنا إنها حالات كثيرة، كما سيتضح، بما في ذلك أحدث مفاجآت التحول إلى الإسلام، أعني اعتناق لورين بووث أخت زوجة توني بلير للإسلام. لقد تتبعت بدهشة كبيرة النزعة المتنامية من طرف النسوة الغربيات نحو اختيار اعتناق الإسلام بعد انفصالي عن ماضيَّ.
بووث ابنة ال43 عاما، المذيعة والصحفية، تقول إنها ترتدي الآن غطاء الرأس المعروف باسم الحجاب متى غادرت بيتها وإنها تصلي خمس صلوات في اليوم والليلة وتزور المسجد «ما استطاعت إلى ذلك سبيلا».
لقد قررت أن تصير مسلمة قبل ستة أسابيع وكانت قبل ذلك متعاطفة مع الإسلام وتقضي وقتا كبيرا في العمل في فلسطين. تقول بووث:«تأثرت كثيرا بما يمنحه الإسلام لأتباعه من القوة والارتياح.»
كيف، أتساءل أنا حواء أحمد، يمكن أن تنجذب نسوة إلى دين شعرت أنه كان ينزلني منزلة منحطة ويضعني في موضع الخاضعة؟ كيف يمكن أن تختلف خبراتهم عن الإسلام عن خبراتي عنه إلى هذا الحد البعيد؟
هؤلاء النسوة، على حد قول «كيفين برايس»، الباحث في جامعة سوانسي المتخصص في دراسة اعتناق الغربيين ذوي البشرة البيضاء للإسلام، هن جزء من نزعة خادعة!
ويضيف مفسرا وجهة نظره:«هن يبحث عن الروحانية، عن معنى أسمى للحياة، ويملن إلى أن يكن مفكرات ذوات نظرة متعمقة. وهن سيفترضن أن شكليات الدين سوف تجعلهن ينلن رضا الزوج المسلم وعائلته، لكنهن لن يحضرن إلى المسجد أو يؤدين الصلاة أو فريضة الصوم.»
تحدثت إلى مجموعة مختارة شديدة التنوع من المهتديات الغربيات ذوات البشرة البيضاء في محاولة للبحث من جديد عن الدين الذي كنت قد رفضته.
نساء على شاكلة كريستين باكر، 43 عاما، التي كانت تعمل سابقا كمقدمة برامج في قناة إم تي في اللندنية والتي عاشت وفق أسلوب الحياة الذي كنت أتوق إلى العيش على نهجه حينما كنت في سن المراهقة، ومع ذلك أعطته هي ظهرها واعتنقت الإسلام بدلا منه. وماذا كان دافعها إلى ذلك؟ سبب اعتناقها الإسلام قناعة تولدت لديها بأن هذا المجتمع المتساهل الذي «يسمح بكل شئ»، ذلك الذي كنت أتمنى لنفسي العيش في ظلاله، صار معلوما لدى الجميع أنه مجتمع خواء مبتذل.
نقطة التحول بالنسبة كريستين كانت عندما التقت وواعدت لاعب الكريكيت السابق الباكستاني الذي يدين بالإسلام عمران خان عام 1992 في غمرة قمة نجاحها المهني. اصطحبها عمران إلى باكستان حيث سرعان ما لمست، كما تقول، روحانية الناس ودفء مشاعرهم.
تقول كريستين:« بالرغم من أن علاقتنا لم تدم طويلا، لكنني بدأت دراسة عقيدة المسلمين وفي نهاية المطاف آمنت بها. بسبب طبيعة عملي كنت أخرج لإجراء مقابلات مع نجوم الروك وكنت أسافر حول العالم وأحاول أن أتماشى مع كل موضة ولكني في أعماقي كنت أشعر بالخواء. والآن وأخيرا بتُّ أشعر بالرضا لأن الإسلام أعطاني هدفا في الحياة.»
«في الغرب نشعر بأننا منهكون لأسباب تافهة كنوعية الملابس التي علي أن أرتديها، على سبيل المثال. في الإسلام، كل إنسان يبحث عن هدف أسمى من ذلك. كل شئ نفعله نبغي من ورائه رضى الله. إنها منظومة قيمية مختلفة تمام الاختلاف.»
«على الرغم من أسلوب الحياة الذي كنت أنتهجه، شعرت من داخلي بالفراغ وأدركت كيف أن كون المرء مسلما هو الحرية بعينها. فاتباع المسلم لإله واحد فحسب يجعل الحياة أكثر نقاءً. فأنت حينئذ لا تلاحق كل صرعة وكل موضة. »
«ترعرعت في ألمانيا في أسرة بروتستانتية ليست شديدة التدين. كنت أشرب الخمر وأسهر في الحفلات لكنني أدركت أننا نحتاج أن نسلك مسلكا حسنا في هذه الحياة لكي نربح حياة طيبة في الآخرة. فنحن محاسبون عن أعمالنا.»
بالنسبة لعدد لا بأس به من النساء يحدث الاتصال الأول بالإسلام من مواعدة صديق مسلم.
«لين علي»، 31 عاما، من داجينهام في منطقة إسيكس، تعترف صراحة بأنها كانت «مراهقة نمطية ذات بشرة بيضاء ومولعة بالسهرات حتى الثمالة.»
تقول «لين»:« كنت أخرج وأسكر مع أصدقائي وألبس الملابس الضيقة والعارية وأواعد الشباب.»
«وكنت كذلك أعمل بعض الوقت في «دي جي» هكذا بالفعل كنت ولوعة بالأندية الليلية. كنت أصلي قليلا في العادة كمسيحية، لكني تعاملت مع الرب كطبيب يصلح ما أفسدته في حياتي. لو سألني أحدهم فسأجيبه قائلا إنني كنت عموما سعيدة بحياة الإثارة التي كنت أحياها.»
«لكن حياتي تغيرت فجأة حينما التقيت صديقي زاهد في الجامعة.»
تقول لين:« بدأت أخته تحدثني عن الإسلام وبدا الأمر كما لو أن كل جزء من حياتي أصبح له معنى. أعتقد أنني من الأعماق كنت أبحث عن شئ ما ولم يشعرني أسلوب الحياة المفعم بالحفلات والعربدة بالسعادة»
اعتنقت «لين» الإسلام في سن التاسعة عشر. «منذ ذلك اليوم، بدأت في ارتداء الحجاب وللآن لا أظهر شعري أبدا على مرأى من الناس. أما في البيت فسألبس الملابس الغربية التقليدية أمام زوجي ولكني لا أفعلها أبدا خارج البيت.»
مع المسح الذي قامت به مؤخرا مؤسسة «يوجوف» والذي خلص إلى أن أكثر من نصف الرأي العام البريطاني يؤمن أن للإسلام تأثيرا سلبيا في تشجيع التطرف وقهر المرأة وعدم المساواة، قد يسأل المرء نفسه عن الأسباب التي تجعل أيا من هؤلاء تختار مثل هذا الاتجاه لنفسها.
مع ذلك فقد أكدت الإحصائيات أن التحول إلى الإسلام ليس عاطفة مؤقتة بل هو تطور هام. فالإسلام في نهاية المطاف هو أسرع الأديان نموا والمهتدون ذوو البشرة البيضاء هم فصل أساسي من فصول القصة.
يقول «كيفين برايس»:«تثبت الأدلة والبراهين أن نسبة النساء الغربيات اللاتي يعتنقن الإسلام قد تصل إلى ضعف نسبة المهتدين من الرجال.»
ويضيف :«فوق ذلك كثيرا ما تكون هؤلاء النسوة أكثر حماسا لإبراز العلامات الظاهرة لإيمانهن – وخاصة الحجاب- فيما تفضل غالبية الفتيات المسلمات المولودات لأبوين مسلمين ألا يفعلن ذلك.»
ويستطرد «برايس» قائلا:«ولعل نتيجة هذه السلوكيات التي تميل لأن تكون ملفتة للانتباه أن المسلمات ذوات البشرة البيضاء كثيرا ما يكون حجم التمييز الموجه نحوهن أكبر من ذلك الموجه نحو المسلمات بالمولد.» وهو ما حدث بالفعل مع كريستيان باكر.
فها هي ذا تقول:«في ألمانيا انتشرت فوبيا الخوف من الإسلام. لقد فقدت وظيفتي عندما تحولت إلى الإسلام. هناك حملة صحفية ثارت ضدي مصحوبة بتلميحات إلى أن جميع المسلمين يدعمون الإرهابيين- لقد شوهوا سمعتي. أنا الآن أعمل مقدمة برامج على قناة إن بي سي أوروبا.»
«إنني أطلق على نفسي لقب المسلمة الأوروبية وهي نوعية تختلف عن المسلمات بالمولد. لقد تزوجت أحدهم، وكان مغربيا، لكن زاوجي لم ينجح لأنه فرض علي قيودا بسبب الطريقة التي ربي بها. فأنا، كمسلمة أوروبية، أخضع كل شئ للتساؤل ولا أقبل شيئا قبولا أعمى.»
«لكن ما أحببته هو كرم المجتمع المسلم ودفء المشاعر فيه. إنني أعتبر لندن المكان الأفضل في أوروبا بالنسبة للمسلمين، ثمة ثقافة إسلامية رائعة ها هنا وأنا سعيدة للغاية.»
بعض المهتديات للإسلام يرون في الإسلام احتفاءا بالقيم العائلية المحافظة.
تقول هيفاء جواد، المحاضرة بجامعة بيرمينجهام والدارسة لظاهرة تحول ذوي البشرة البيضاء:« البعض مأخوذات بشعور الانتماء وبشعور الجماعة- تلك القيم التي تآكلت في الغرب.»
ويضيف «برايس»: «كثير من الناس، من مختلف طبقات المجتمع، يندبون ضياع الاحترام التقليدي لكبار السن وللنساء في المجتمع المعاصر على سبيل المثال. وتلك قيمٌ حفظها القرآن ويفرض على المسلمين أن يعيشوا وفقها.»
تلكم القيم وأمثالها هي التي جذبت كاميلا ليلاند، 32 عاما، معلمة اليوجا التي تعيش في كورنوول، إلى الإسلام.
كأم عزباء لطفلة عمرها عامين تسمى «عناية»، اعتنقت الإسلام في منتصف عقدها الثاني من العمر «لأسباب فكرية وأخرى متعلقة بالمساواة بين الجنسين.»
وتفسيرا لقولها السابق تقول:«أعلم أن الناس سيندهشون إن سمعوا كلمات مثل «المساواة بين الجنسين» و«الإسلام» منطوقتين في عبارة واحدة، لكن تعاليم القرآن، في حقيقة الأمر، تمنح النساء حقوقا متساوية وعندما ظهر الدين للمرة الأولى، سارت تعاليمه عكس مزاج المجتمع الكاره للمرأة.»
«الخطأ الفادح الذي يجترحه الناس هو أنهم يخلطن بين الثقافة والدين. نعم هناك ثقافات إسلامية لا تمنح المرأة الحرية الفردية، ومع ذلك كلما كنت أتقدم في العمر، كنت أشعر أن المجتمع الغربي يقمعني بدرجة أكبر.»
إنها تتحدث هنا عن الضغط الذي يمارس على المرأة لكي تقلد الرجل في شربه للخمور وإقامته للعلاقات الجنسية العارضة. «لم يكن ثمة أهمية حقيقية لهذا على الإطلاق. في الإسلام، لو أنك تبدأ علاقة، فهذه العلاقة هي التزام نوايا.»
بدأ اهتمام كاميلا بالإسلام حينما كانت طالبة في المدرسة في ساوث هامبتون التي ترعرعت فيها ابنة لأب كان يعمل مديرا لمعهد ساث هامبتون للمعرفة وأم مدرسة الاقتصاد المنزلي.
التحقت بالجامعة وحازت درجة الماجيستير في دراسات الشرق الأسط. لكنها مرت بتجربة روحانية حينما كانت تعيش وتعمل في سوريا. وحينما أمعنت النظر فيما كانت قد قرأته في القرآن، أدركت أنها أرادت أن تعتنق الإسلام.
قرارها قوبل من أصدقائها وعائلتها بمشاعر مفعمة بالحيرة. تقول كاميلا:«وجد الناس أنه من العسير جدا أن يصدقوا أن امرأة بيضاء مثقفة وتنتمي للطبقة الوسطى ستختار أن تصبح مسلمة.»
وبينما يظل إيمان كاميلا راسخا لا يتزعزع، لم تعد ترتدي الحجاب في الخارج. مع ذلك قالت العديد من النسوة اللاتي التقيتهن إنهن اكتشفن أن اللباس الإسلامي المتشدد هو شئ أشعرهن بالثقة والتحرر.
تتذكر «لين علي» الليلة التي أدركت فيها هذا الأمر فتقول:« ذهبت إلى حفلة عيد الميلاد الواحد والعشرين لأحد الأصدقاء في إحدى الحانات. ولجت الحانة متسربلة بحجابي وبملابسي المحتشمة، رأيت كيف كانت ملابس جميع من كن هناك تكشف أكثر مما تخفي. كان الجميع سكارى ويطلقون الشتائم ويرقصون باهتياج»
«للمرة الأولى، استطعت أن أرى حياتي السابقة بعينيِّ آخر لا ينتمي إلى هذا المكان وعلمت أنني لا يمكن أبدا أن أعود إلى هذه الحياة.»
«أشكر الله أنني وجدت سبيلا للنجاة. هذه أنا على الحقيقة- سعيدة لأني أصلي خمس صلوات في اليوم والليلة ولأنى أتلقى دروسا في المسجد. لم أعد مستعبدة لمجتمع متفسخ ولا لآماله.»
كريستيان باكر التي ألفت كتابا حول رحلتها الروحية أسمته «من قناة إم تي في إلى مكة»، تؤمن بأن الجيل الجديد من المسلمين المستقلين العصريين يمكنهم أن يتحدوا ليظهروا للعالم أن الإسلام ليس مثل الدين الذي تربيت كمؤمنة به- ذلك الدين الذي يسحق حقوق المرأة.
تقول كريستيان :«أعرف نساء ولدن مسلمات وخاب أملهن في الإسلام فتمردن عليه. لكنك حين تتعمق في الأمر، تعلم أن الثقافة هي الشئ الذي تمردن عليه، وليس الإسلام.»
«مبادئ مثل الزواج من نفس الطائفة أو الطبقة وكون التعليم ليس ذا أهمية كبيرة للفتاة لأنها ستتزوج على أية حال، أين ستجد هكذا مبادئ في القرآن؟ لن تجدها.»
«كثير من الشباب المسلمين تخلوا عن صيغة «الجحيم والكبريت» التي تربوا عليها وأعادوا اكتشاف منهجا أكثر روحانية وعقلانية، ذلك منهج خال من الأعراف الثقافية التي يؤمن بها الجيل القديم. على هذا النحو أنوي أن أقضي حياتي لأظهر للعالم جمال الإسلام الحقيقي.»
الخاتمة:
في حين لا أتفق مع وجهات نظر هؤلاء النسوة اللاتي التقيتهن، فلا أنكر إعجابي واحترامي لهن.
فكلهن نيرات ومثقفات وكلهن فكرن كثيرا وبقوة قبل أن يخترن التحول إلى الإسلام- هن الآن يشعرن بحب كبير نحو دينهن الجديد. حظا سعيدا لهن. وحظا سعيدا لـ«لورن بووث». لكن «الاختيار» هو الفعل الذي يجمعنا على كلمة سواء رغم اختلاف تجربتهن عن تجربتي. ربما لو وجدت من يشعرني بأنه يوجهني أكثر منه يكبتني، لو شعرت أنني أهل لأن يوثق بي أكثر مني مكبوتة، لربما كنت سأظل ممارسة لشعائر الدين الذي ولدت عليه ولربما كنت سأعفى من تحمل الشعور بالذنب الذي اقترفته بسبب رفضي لدين أبي.
الأربعاء فبراير 23, 2011 12:07 pm من طرف اشرف
» ساويرس يدعو مجددا لإلغاء مادة "الشريعة" من الدستور ؟ اين المسلمون؟
الإثنين فبراير 21, 2011 6:09 am من طرف اشرف
» هجر القرآن الكريم
الأربعاء فبراير 09, 2011 12:55 pm من طرف اشرف
» كلمة الشيخ الفاضل محمد حسان حفظه الله حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها مصر المحروسة
الإثنين فبراير 07, 2011 9:51 am من طرف اشرف
» حاخام يهودي يدعو إلى تدمير الأقصى لبناء "الهيكل"
الإثنين فبراير 07, 2011 5:39 am من طرف اشرف
» سعودي يُحرج قناة "الجزيرة" على الهواء: لماذا تجاهلتم مظاهرات إيران وزيارة أمير قطر لإسرائيل
الإثنين فبراير 07, 2011 5:35 am من طرف اشرف
» بيان الهيئة الشرعية لحماية الحقوق بخصوص أحداث مصر
الإثنين فبراير 07, 2011 5:24 am من طرف اشرف
» معهد كارنيغي: هل يكون القرن الحالي القرن الأخير "للمسيحيين" في الشرق الاوسط؟!
الأحد فبراير 06, 2011 12:22 pm من طرف اشرف
» هيسه تصبح اول ولاية المانية تحظر ارتداء النقاب
السبت فبراير 05, 2011 4:32 am من طرف اشرف
» يساري نرويجي ينضم لمعادي الإسلام
الخميس يناير 27, 2011 8:40 am من طرف اشرف
» وثائق الجزيرة": السلطة الفلسطينية اغتالت مقاومين لصالح إسرائيل
الخميس يناير 27, 2011 8:35 am من طرف اشرف
» قيام الليل للشيخ محمد حسان
السبت يناير 22, 2011 11:18 am من طرف اشرف
» صوت المؤذن لم يحرك فيك شيء!! - انشودة تكفي ان تجعلك تصلي
السبت يناير 15, 2011 10:48 pm من طرف اشرف
» 183 صنفاً من الأدوية رصيدها صفر.. كارثة إنسانية تهدد القطاع الصحي بغزة
السبت يناير 15, 2011 5:46 am من طرف اشرف
» فلسطين: مئات اليهود في “إسرائيل” يشهرون إسلامهم سنويًا
السبت يناير 15, 2011 5:43 am من طرف اشرف
» تفسير القرآن كامل
السبت يناير 15, 2011 5:36 am من طرف اشرف
» هولندا: جمعية مسلمة تعرض حراسة الكنائس في هولندا خوفا من أي هجمات
الإثنين يناير 10, 2011 12:14 am من طرف Admin
» بريطانيا: دايلي ميل" تتساءل .. كيف تحول مائة ألف بريطاني للإسلام معظمهن من السيدات ؟
الإثنين يناير 10, 2011 12:11 am من طرف Admin
» متن التحفة مكتوبه والصوت
الأحد يناير 09, 2011 1:32 am من طرف اشرف
» السيرة النبوية
الأحد يناير 09, 2011 1:12 am من طرف اشرف